قُلْ لِلْـوُرُودِ فَقَـدْ تُصْغِـي لِدَاعِيهَـا
مَا كَانَ صِرْفُ الْهَوَى أَقْصَى أَمَانِيهَـا
جَادَتْ يَدُ الْوَجْـدِ بِالأَزْهَـارِ بَاذِخَـةَ
وَقَصَّرَتْ هِمَمٌ عَـنْ وَصْـلِ أَهْلِيهَـا
رَدَّتْ عَلَيْنَـا التِـي كَانَـتْ رِسَالَتَنَـا
فَمَـا يَئِسْنًـا وَإِنَّ الْيَـأْسَ يُرْضِيهَـا
يَالِلْهَدَايَـا ، وَقَـدْ أَضْحَـتْ مُخَيِّبَـةً
أَبِيـتُ أَنْشُرُهَـا حُزْنـاً وَ أَطْوِيهَـا
يَالَيْتَ شِعْرِي . أَصَابَ الْقَلْبَ رَفْضَكُمُو
لِلْوَرْدِ طُـوراً ، وَاَطْـوَاراً لِمُهْدِيهَـا
لَمْ يَعْلَمِ الْقَلْـبُ أَنَّ الْـوَرْدَ مَنْقَصَـةٌ
لِلْعَاشِقِيـنَ ، وَلَـمْ يُـدْرِكْ مَعَانِيهَـا
وَالرُّوحُ مَغْلَوبَـةٌ تَخْبُـو عَوَاطِفُهَـا
إِلاَّ ثَوِيَّـةَ هَمْـسٍ مِـنْ خَوَافِيـهَـا
كُنَّا نَـرَى الْـوَرْدَ تُدْنِينَـا رَوَائِحُـهُ
مِنْ رَوْضَةِ الْعِشْقِ لَمَّا فَاضَ وَادِيهَـا
مَازِلْـتُ بِالْعَهْـدِ ، لاَ أَرْوَى بِمَنْهَلِـهِ
شَرِبْتُ مِنْ نَبْعِهِ صَدّاً ، وَمِـنْ فِيهَـا
لاَ يَقْعُدُ الْهَجْرَ بِي عَنْ وَصْلِ نَاعِمَـةٍ
فَالْحُـبُّ لَيْـسَ بِمَرْهُـونٍ لأَيْدِيهَـا
وَلَيْتَ تَرْضَى وُرُودِي مِـنْ تَصَرُّفِهَـا
وَلِلْشُجُونِ نَصِيـبٌ فِـي مَسَاعِيهَـا
لَمَا تَشَوَّقَ نَبْضُ الْقَلْـبِ قُلْـتُ لَـهُ
لاَ الْقُرْبُ يُنْضِرُهَا لاَ البُعْـدُ يُبْلِيهَـا
لاَ مِثْلَ حُبِّـي إِذَا لاَنَـتْ مَشَاعِرُهَـا
فَالْـوَرْدُ يُبْعَدُهَـا وَالْـوَرْدُ يُدْنِيـهَـا
لَيْتَ الْقَوَافِي قَدِ اسْتَوْفَـتْ مَحَاسِنَهَـا
خَرِيـدَةٌ يُكْثِـرُ التَّصْوِيـرَ رَائِيـهَـا
كَتَمْتُ حُبَّكِ ، لاَ أَنْسَـى الْوَفَـاءَ بِـهِ
وَرَيِّقُ الدَّمْـعِ يَجْـرِي فِـي مَآقِيهَـا
سَأَطْرَحُ الْوَرْدَ مِـنْ كَفِّـي وَأَقْطُفُـهُ
عَلَى خُدُودَكِ بِاسْـمِ الْحُـبِّ تَنْوِيهَـا
مِيلِي إِلَى الْقَلْـبِ مَعْرُوفـاً سَأَذْكُـرَهُ
فَالرُّوحُ مِنْكِ مُـدَامَ الْوَجْـدِ أَسْقِيهَـا
لاَ أَكْتُـبُ الشِّعْـرَ إِلاَّ مِـنْ مَنَابِعِـهِ
فَالْحَـظ ُّ أَوَّلَهَـا ، وَالْجِـدُّ ثَانِيهَـا